قضايا الملكية الفكرية في مصر.. قضايا غنائية ولوحات فنية وأسماء منسية
حقوق المؤلف تعد أحد أهم أنواع الملكية الفكرية في عالمنا المعاصر، هذا العالم الجديد المفعم بالرقمنة والمملوء بالاتصالية بالانترنت طول الوقت، فمليارات البشر يملكون اليوم العالم في يدهم، يتابعون محتوى مكتوب ومرئي ومسموع عبر هواتفهم المحمولة، وملايين صناع المحتوى هم اليوم مؤلفون حتى وإن كانوا فقط يتكلمون أمام كاميرا من المنزل، وتبعا لقوانين الملكية الفكرية في كل مكان حول العالم، فإن حقوق المؤلف معروفة ومصونة ومضمونة
وتتنوع اهتمامات الناس في بر مصر على طول الخط، فالرأي العام في مصر يشغله الترند بشكل كبير، وترند اليوم غير ترند الأمس، وفي الأسابيع الأخيرة طفت مصطلحات حقوق المؤلف وحقوق الملكية الفكرية والقرصنة على سطح اهتمامات المصريين، على مواقع التواصل الاجتماعي وفي تغطيات المواقع الاخبارية الإلكترونية وكذلك في برامج التوك شو أو البرامج الحوارية على القنوات الفضائية، والسبب في ذلك عدة قضايا شهيرة، سنتناولها في الأسطر القادمة ونسترجعها سويا
حقوق المؤلف حائرة بين اكرم حسني والمنسي واليوتيوب هو الحكم
أغنية للي التي قام بغنائها المطرب المصري محمد منير اثارت لغطا كبيرا بعد أن ادعى محمود المنسي – وهو مطرب مصري شاب – أن لحن اغنية للي مسروق من أغنية قام هو بغنائها منذ عدة سنوات، وتصاعد الأمر ولم تمر أيام قليلة الا وكان موقع يوتيوب – وهو أشهر منصة لمشاركة الفيديوهات حول العالم – قد حظر عرض اغنية الكينج منير استنادا إلى الشكوى التي قدمها المنسي، والغريب أن منصة يوتيوب تتخذ قراراتها بناء على أسبقية الشكوى، ليس قانونية الأوراق، فاغنية منير منعت من العرض على المنصة لأن المنسي قام بالشكوى أولا، لا لأنه يملك الحقوق أو أنه أثبت بما لا يدع مجال للشك أنه يملك هوية المحتوى الاصلي وليس منير، والمعروف لنا جميعا أن يوتيوب سمح بوجود اغنية للي مجددا بعد أن قام اكرم حسني بتوضيح أنه استمد الأغنية ولحنها اصلا من التراث الغنائي المصري
حقوق المؤلف وقرصنتها.. قضية جداريات المترو في مصر مثالا
تصدرت غادة والي ترندات السوشيال ميديا واهتمامات المصريين في الاسابيع الماضية بعد ان قال مصمم روسي أنها سرقت منه تصميمات جداريات مترو الانفاق، وهي الجداريات التي صممتها المصممة المصرية غادة والي لصالح شركه مترو الانفاق المصرية التابعة لوزارة النقل في مصر
وبعد ان اتخذت الشركه قرارا برفع الجداريات التي نفذتها شركه غادة والي وبعد أن كنا نظن ان الامر قد هدأ، فاذا بنا أمام قضية أخرى، حيث تكرر نفس الاتهام ولكن هذه المرة من مصمم يوناني وهو ابن الممثل العالمي أنتوني كوين، و التصميم هذه المره ليس جدارية ولكنه تمثال يتوسط مدينه العلمين الجديدة، قضية جديدة تتصاعد ولم يعرف من وراءها ولم يتم البت فيه حتى يومنا هذا، ولكنها ربما تكون تكرارا لقضية المترو من حيث التعدي على حقوق المؤلف، أو سرقة عمل المصمم
ما يهمنا هنا في اي بي جيت للملكية الفكرية أننا نقوم بتسليط الضوء على قضايا حقوق النشر وقضايا مخالفة حقوق الملكية الفكرية لكي يزيد الوعي بخطورة القرصنة والتعدي على حقوق المؤلف ومخالفات حقوق النشر وأن يتحول هذا الوعي إلى تقنين لأوضاع العلامات التجارية وبراءات الاختراعات والنماذج الصناعية وما الى غير ذلك من مكونات حقوق الملكية الفكرية
حقوق المؤلف التي ضاعت.. حميد الشاعري مثالا
لابد ان ياتي ذكر حميد الشاعري عندما نتكلم عن حقوق المؤلف وحقوق النشر وانتشار القرصنة والتعدي على حقوق الملكية الفكرية
فهذا المؤلف الموسيقي الشهير كان ملء السمع والبصر حتى منتصف العقد الاول من الالفية الجديدة، وربما يحكي هو ان اول مؤلفاته الموسيقية وأول ألبوماته التي صدرت في مصر وفشلت لانها التجربة الاولى ولكنها اوضحت كيف ان القرصنة قديمة ومتوغلة، فهو يحكي أن النسخ التي تم طباعتها من أول البوماته الموسيقية كانت عشره الاف نسخة، وبعد فشل الالبوم تم استرجاع 20,000 نسخه من الشركه المنتجه، لماذا؟
لأن القراصنة قد زوروا 10,000 نسخه اضيفت الى ال 10,000 نسخة الاصلية، وبالتالي عندما قامت الشركه المنتجه باستعاده نسخها من الاسواق استعادت النسخ الاصليه والنسخ المزورة
ولكن القرصنة في ظل الكاسيت لم تؤذي حقوق المؤلف مثلما حدث مع انتشار الانترنت، فالضربة القاصمة كانت مع انتشار المواقع الالكترونية التي تذيع المحتوى الموسيقي على هيئة mp3 على شبكة الانترنت، ومن هنا لم تعد خسائر شركات الانتاج ولا المؤلفين الموسيقيين هينه، ولكنها كانت هائله للدرجه التي أثرت على صناعة الموسيقى في مصر بشكل واضح، فاسماء مثل حميد الشاعري وايهاب توفيق ومصطفى قمر وهشام عباس وعلاء عبد الخالق اختفت او كادت بسبب انتشار الفلاش ميموري واجهزه تشغيل ال mp3
الملكية الفكرية وحقوق المؤلف.. ثروة وثورة
في النهاية يهمنا أن نؤكد أن الملكية الفكرية بكل مكوناتها هي ثروة، يملكها حصريا صاحبها ومبتكرها، وإن حقوق المؤلف تحتاج ثورة لكي نستطيع ان نضمن للمبتكر والمبدع حقوقه، فالعالم اليوم قائم على الابتكار وريادة الاعمال وايجاد حلول غير تقليديه لمشاكل العالم المتنامية.. التقليدية منها وغير التقليدية