حقوق الملكية الفكرية وصناعة الدواء في مصر وحول العالم.. قضايا وحقائق تاريخية

حقوق الملكية الفكرية من العوامل التي تؤثر تأثيرا كبيرا على القطاع الطبي وقطاع الرعاية الصحية وكذلك قطاع الدواء ليس في مصر فقط ولكن بالطبع في العالم كله

حيث يعتبر قطاع الرعاية الصحية بكل مجالاته من اكثر المجالات التي تشهد ابتكارات بصفه شبه يومية حيث يتم تسجيل براءة اختراع وتسجيل أدوية جديدة أو تطوير أدوية قديمة حول العالم كل يوم تقريبا بسبب حاجة العالم الدائمة لتحسين مستوى الرعاية الصحية والعمل على اكتشاف عقارات جديدة تعالد أمراضا قديمة أو ما يستجد من مشاكل صحية في العالم ومن هنا جاء التماس الكبير بين حقوق الملكية الفكرية وصناعة الدواء

ولهذا كان من الضروري أن يتم تبني السياسات التي تقوم بحماية حقوق الملكية الفكرية وحقوق الباحثين ومعامل الابحاث وشركات الادوية وأن ينتج عن هذه السياسات التشريعات اللازمة لحماية حقوق الملكية الفكرية لتحمي صناعة من أهم الصناعات ليس في مصر فقط ولكن على مستوى العالم وهي صناعة الدواء

حقوق الملكية الفكرية وصناعة الدواء والعولمة.. اتفاقيات وتشريعات

وقد مارست شركات الأدوية الامريكية العملاقة ضغوطا هائلة على الحكومات الأمريكية في نهايات القرن الماضي لكي تساعدها على حماية منتجاتها خارج حدود الولايات المتحدة الأمريكية وذلك في الوقت الذي كان العالم يجري بخطوات متسارعة في اتجاه العولمة وعبور الأفكار والشركات للقارات والمحيطات والوصول للمستهلك في أي مكان وكل زمان

ومن الجدير بالذكر أن الشركات الامريكية متعددة الجنسيات والعابرة للقارات تمكنت من حماية استثماراتها بالطريقة التي تساعدهم على حماية ابتكاراتهم على مستوى العالم وليس داخل الاقليم فقط كما يحدث في قوانين الملكية الفكرية فتم توقيع اتفاقية التريبس مما جعل الدول الأعضاء في اتفاقية الجات تلتزم بتعديل تشريعاتها الوطنية لكي تتماشى مع النظام الجديد للملكية الفكرية

ومن أشهر الأدوية التي ظلت محمية بفعل اتفاقية التريبس كان عقار السيلدنافيل والذي كان يحمل اسم فياجرا كإسما تجاريا لشركة فايزر، وعندما انتهت فترة الحماية الممنوحة لشركة فايزر في الاسواق العالمية وكذلك السوق المصري. كانت عدة نسخ لشركات محلية توفر الدواء باسعار اقل كثيرا عن ما قد تقدمه شركه فايزر وهو الأمر الذي جعل شركة فايزر الأمريكية الأصل تقوم بتخفيض سعر منتجها الأشهر في ذلك الوقت بصورة حادة لكي تستطيع ان تنافس المثائل أو البدائل التي غزت الاسواق وتوفرت على ارفف الصيدليات وعرفها الجمهور من الاعلانات وكذلك من وصفات الأطباء

اقرأ أيضا: ما هي براءة الاختراع وأهميتها وشروط الحصول عليها في مصر

حقوق الملكية الفكرية وصناعة الدواء.. تظاهرات ومفاوضات

وفي بدايات هذا القرن كانت ساحات المحاكم ملعبا للطعون القانونية من نشطاء ومطالبين بحقوق للمرضى هنا وهناك، وبقبولها تم توفير علاجات مرض نقص المناعة البشرية المكتسب او علاجات فيروس الايدز للدول الفقيرة وذلك عن طريق الوصول الى ما يعرف بالبدائل الجنيسة غير المحدوده الملكية الفكرية وبجودة عالية وباسعار زهيده وهو الامر الذي تكرر منذ سنوات قليلة باتاحه أدوية علاج فيروس سي بعد دعاوى قضائية ومفاوضات حكومية للسعي لتوفير العلاج للمرض الذي كان يعاني منه ما يقترب من 200 مليون شخص بالغ على مستوى العالم، هو الامر الذي ادى لشركة جيلاد مبتكرة الدواء ان تتخذ خطوات لخفض تكلفة أدويتها التي تعالج التهاب الكبد الوبائي او فيروس سي وان تقدم تسعيرات متعددة لدوائها الأشهر المعروف تجاريا باسم سوفالدي  بناء على عدة عوامل منها الحاله الاقتصادية للدولة مثلا وكمية عبوات الدواء التي تحتاجها لعلاج مواطنيها، فكلنا نعرف ان تكلفه في الولايات المتحدة 84,000 دولار لعلاج ثلاثة اشهر وقد أتيح العلاج في مصر بما يقرب من الثلاثة آلاف جنيه فقط من نفس مدة العلاج. حيث أن لم يكن هناك أي حقوق استئثارية تخص عقار سوفالدي في مصر حيث أنها لم تحصل على براءة اختراع في مصر وكانت هذه القضية احد اشهر قضايا حقوق الملكية الفكرية وصناعة الدواء ليس في مصر فقط ولكن في العالم كله

اقرأ أيضا: حقوق الملكية الفكرية من منظور إقتصادي

يسعدنا أن تتواصل معنا في بوابة الملكية الفكرية – بنحمي فكرتك